let’s make something together

Give us a call or drop by anytime, we endeavour to answer all enquiries within 24 hours on business days.

Find us

PO Box 16122 Collins Street West
Victoria 8007 Australia

Email us

info@domain.com
example@domain.com

Phone support

Phone: + (066) 0760 0260
+ (057) 0760 0560

,

المحتوى هو القادر على إيصالك إلى المركز الأول

  • بواسطة mona kamal
  • أكتوبر 6, 2019
  • 338 مشاهدة

ورقة قدمتها الكاتبة حياة الياقوت في الحلقة النقاشية التي عقدتها مجلة الوعي الإسلامي، الاثنين 24 ذو القعدة 1431 الموافق 1 نوفمبر 2010 حول “أسباب العزوف عن النقد والأدب”، بمشاركة كل من: د. محمد إقبال عروي، والشيخ طلال العامر، والكاتب أمين حميد عبد الجبار، والكاتبة حياة الياقوت.

بداية، جئت هنا محمّلة بكثير من التحايا، وواجب عليّ إيصالها:

– النبطي، والملحون، والزجل يحييونكم جميعا. ويخبرونكم أنهم في خير خير حال.

– أما “روايات عبير”، و”روايات أحلام”، وبقية القصص الرومانسية للجيب، والروايات المعربة-المهرّبة فتقرئكم وافر السلام وتقول لكم بالمناسبة “الكمية محدودة، احجز نسختك الآن”.

الأدب يا قوم في صحة وعافية وبحبوحة، حتى أن وزنه ازداد مؤخرا بضعة كيلوغرامات! 🙂

هذه كانت مقدمة واجبة، لنعرف أن المعضلة ليست معضلة أدب، بقدر ما هي معضلة يواجهها صنف معين من الأدب. مصائب ومصاعب الأدب الفصيح، الأدب “الملتزم” –على العمومية المزعجة لهذه الكلمة- هذه المصائب ينظر لها فرع آخر من الأدب باستغراب وهو يرفل بثياب الصحة ويحمل صولجان المجد.

* * * * *

هل لدينا حقا مشكلة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فما هي حدودها، ومن هم المتضررون، ومن سيتحمل تكلفة الإصلاح على افتراض غياب شركات التأمين الأدبي.
يقال أن “نظرية السبب الواحد سقطت”، لذا سأتناول القضية في عشر نقاط، لعل شيئا من التفسير يظهر خلالها إن شاء الله.

1) تخيلوا أن يموت الأدب!
لم عسانا نحفل بالأدب؟ تخيلوا مثلا أن يموت الأدب!
الأدب يهذب حاشية الإنسان ويشذبها، ويعدل مزاجه وانفعالاته، ويجعله أكثر تسامحا ورضا بما حوله. وبالأدب يلتفت الإنسان إلى عُوار الحياة ومصائبها، لا خاضعا طائعا، بل لأنه صار لديه العين الفاحصة ليلاحظ الشوائب وينكرها ولو وقر الإنكار في ضميره ولم يخرج للعلن. لهذا الأدب مهم، بالأدب تستظل النفس البشرية من ندوب حرب الحياة.
الأدب يرفع رايات متعددة، رايات تحذير، رايات فرح، رايات وصف، رايات تأريخ وتوثيق. ومن دون هذه الرايات، يصير المجتمع (المجتمع الصغير أو مجتمع الأرض برمته) أجرد، أعزل عن فهم ذاته، ناهيك عن تطويرها.

2) عزوف من؟
س: من الذي عزف؟ وعلى أي وتر حساس؟
ج: قد نقصد عزوف القارئ، وقد نقصد عزوف الأدباء المحتملين عن خوض غمار الأدب. أيا ما قصدنا، كل منهما يقود إلى الآخر. فأديب متحمس لا يلقى بالا من القراء، سينكفئ في محارته. والقارئ المتوقد إن لم يجد أدبا يناسب ذائقته ويناسب روح عصره وتطلعاته، ستتخطفه كلاليب كثيرة. لكن لا بد من أن نحدد المتهم الرئيس، ثم المتهم المتواطئ معه. وحتى لا ندخل في معضلة الدجاجة والبيضة -التي حلها لها الشيخ محمد متولي الشعراوي بأن جزم بأن الدجاجة جاءت قبل البيضة- نقول بكل ثقة بأن عزوف الأديب هو الدجاجة، والبيضة هي عزوف القارئ. كلاهما مليم إن عزف، لكنّ الأديب عليه واجب دفع زكاة موهبته، جنى ثمارها أو لم يفعل، فالحق عليه مضاعف وهو يعلم جيدا خط سير الدنيا، وأنها تهوى تكريم المبدعين بعد أن يردوا قبورهم!

3) هل ثمة تلازم حيوي بين الأدب والنقد؟
– س: هل المشكلة مشكلة أدب أم نقد؟
ج: كليهما معا. إن كثر الصاغة وغاب المحتسب، فنحن أمام جريمة شروع في الغش التجاري. عافية النقد ضرورية لحماية المستهلك-القارئ، وحماية تاريخ الأدب وتطوره وسمعته. غياب النقد يعني أن يكون الأدب “مالا سائبا”، وأن يخلو الجو للأعشاب الضارة.
وأنا هنا أتكلم عن حركة نقدية جدية، لا عن النقد الذي كالمديح، ولا عند النقد الجارح لتصفية الحسابات. أتكلم عن النقد الذي لا يخاف في الله لومة لائم. وعلينا أن نقر أن هذا النوع من النقد –شأنه شأن الموضوعية- عزيز. لماذا؟ أولا، طبيعة مجتمعاتنا التي ترى في النقد مشروع عداوة. ثانيا، غياب قنوات النشر المنهجية لهذا الرافد المهم. فما نقرأه من نقد حاليا يأتي بشكل رئيس في الصحافة وهي لا تسمح لظروف المساحة ولطبيعة الجمهور القارئ بنقد سابغ ناجز، والرافد الآخر هو المجلات وبالأخص العلمية المحكمة، وهذه لها جمهورها الأكاديمي النخبوي جدا.
الخبر السار هو أن ثمة تحولا رئيسا في حركة نقد الأدب والمنشورات بفضل الجيل الثاني من الـ”ويب”. فمواقع الشبكات الاجتماعية فتحت البوابة للقراء لإبداء أرائهم فيما يقرؤون. وصحيح أن آراءهم ليست أراء متخصصة، لكنها نبض الشارع، وقد تسر أديبا مغمورا لم يلق بالا من الأطر التقليدية. وموقع Goodreads.com مثلا يوفر منصة ممتازة حيث صار يحوي بجهود القراء على قاعدة بيانات ممتازة من النتاج العربي المنشور، ممهورة بتقويم القراء وآرائهم التفصيلية ونقاشاتهم. قد لا يكون النقد المُمنهج الذي نتوخاه، لكنه شقيقه التوأم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *